واحة الثقافة والمعرفة

وسط اكتساح الكوميديا الهابطة مطالبات بإنتاج جزء جديد لمرايا ياسر العظمة

الشاهين نيوز – رزان عبدالهادي

كبرنا وترعرعنا على فنه ، وتعلمنا منه الكثير ، فهو بالنسبة للمشاهدين ، وهم كثر ، ومن مختلف الاعمار ، مدرسة تجمع في صفوفها الثقافة والادب والمبادئ والقيم ، اما للنجوم فهو صانع لاغلبهم واب روحي وقدوة ومعلم لمن حفظ منهم المعروف وتذكره بعد طول سنين وبعد غياب عن الشاشة لسنوات عدة ، هو ابن العائلة الدمشقية العريقة هو ياسر العظمة .

الفنان القدير الذي عرفناه من خلال مراياه ترك بصمة واضحة في كل منا ، فقد صار جزء هاما لا يمكن تخطيه من ذكريات الطفولة ، و ان صادف يوم وسأل احدهم الاخر : بتعرف مسلسل مرايا ؟ لاجابه : ومن منا لا يعرفه ! إحنا اتربينا على مرايا…

العظمة الذي امتنع عن إجراء المقابلات طيلة رحلته الفنية الطويلة والغنية له في رصيده مقابلتان يتيمتان فقط حيث يرى ان الفن رسالة وان كل ما يمكن قوله في المقابلات والتي تمتد كاقصى حد لساعة او اثنين ستترك في عقول المشاهد رسالة يتذكرها طيلة عمره ما ان ترجمت هذه الاقوال للوحات فنية في مراياه.

ومما لا شك فيه ان الاسطورة ، كما يفضل محبوه تسميته ، موسوعة من المعلومات والثقافة ، وفي هذا الشأن يلاحظ محبو المرايا ان بعض اللوحات والحلقات قد اقتبست عن كتب وروايات وقصص عالمية لينقل لنا الاسطورة وفي ساعة واحدة فقط صورا ومشاهدا تبحر بنا في رحلة من توسيع الافاق والانفتاح على الثقافات والحضارات وتطلعنا على اهمية الفكر الإنساني والقيمة الإنسانية في التعامل مع الافراد في المجتمعات كافة.

وفي سياق متصل ، تنتمي المرايا لنوع الكوميديا السوداء ، وفي هذا الخصوص شدد العظمة في لقاء أجري معه في الثمانينات على اهمية ان يبدأ الضحك من خلال العقل ، موضحا ان العقل يصنف الموقع ويقوم بضبطه ثم يضحك ، مشددا في نفس السياق على اهمية الا تكون الضحكات النابعة من خلال الاساءة للقيم التربوية والمجتمعية وبلا فائدة او غاية او سبب.

من الجدير ذكره انه تم انتاج اخر اجزاء سلسلة مرايا الشهيرة في العام ٢٠١٣ ورغم ذلك لا زالت المطالبات مستمرة وحتى يومنا هذا بانتاج جزء جديد من السلسلة التي انطلقت في الثمانينات ولا زالت تحصد ثمار النجاح حتى اليوم

على العموم يطرح السؤال هنا من ملايين المتابعين للفنان القدير من حول العالم عما ان كانت هناك اسباب معينة دفعت بإيقاف انتاج جزء جديد من مرايا بعد انتاج اخر جزء في العام ٢٠١٣ ام اننا في سبع سنين مضت وصلنا لزمن بات الضحك فيه فقط لمجرد الضحك وليس الضحك من العقل بغية هدف وفائدة كما كان هدف الفنان القدير منذ اللحظة الاولى لانتاج هذه السلسلة ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page