أقلام حرة

منصات لتواصل الاجتماعي و صنع السياسات العامة.

علي ابو جمعة

نتيجة للتطور الكبير الذي حصل في مجال الإتصالاتوتكنولوجيا المعلومات، فقد ازداد بشكل كبير الدورالمؤثر لوسائل التواصل الاجتماعي، ليس في مجالتعميم المعرفة والتوعية والتنوير فحسب، بل في مجالتشكيل الرأي العام وتوجيهه، وكذلك في مجال نقلوجهات النظر من المواطنين وقادة الرأي وبالذاتالصحفيين والكتاب إلى اصحاب القرار. 

وسائل التواصل الاجتماعي لم تنشئ من فراغ وإنماهي انعكاس للبيئة السياسية والإجتماعية والثقافيةوالإقتصادية لأي مجتمع. وفي عملية رسم وصياغةالسياسات العامة فإن وسائل التواصل الاجتماعيوالاعلام  تلعب دوراً أساسيا في تشكيل الإطارالإجتماعي الذي تتم فيه تطوير السياسات العامة. 

لكن البعض يرى أن هناك وجهتي نظر, الاولى هي أنوسائل التواصل الإجتماعي تلعب دوراً ضئيلا فيعمليات صنع السياسة، بينما يتحدث آخرون أنلوسائل التواصل الاجتماعي تأثير قوي في جميعمراحل عمليات رسم السياسة العامة، والسيناريوالأرجح أن درجة التأثير تختلف إلى حد كبير، نظراًلكونها مسألة تعتمد على طبيعة السياسة المقترحة. وعلى الرغم من الأدلة على الآثار القوية التي تقدمهاوسائل التواصل الاجتماعي في عملية صياغة ورسمالسياسات، الا أن هناك القليل جداً من العمل الذي تملبحث العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي وعمليةرسم السياسات. وهذا يؤدي إلى الأسئلة الرئيسية التيتحاول هذه المقالة  الإجابة عليها وهي هل هناك دورللاتصال في عملية رسم السياسات العامة؟ في أيمرحلة من مراحل رسم السياسات العامة يتم استخدامالاتصال؟  

لقد أظهرت الدراسات أن هناك دور لوسائل الاتصال فيعملية صياغة السياسات العامة، فمن خلال وسائلالإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ، يستطيعالمواطنون معرفة كيف ستؤثر السياسات الحكوميةعليهم، وتستطيع الحكومات الحصول على تغذيةراجعه بشأن تلك السياسات والبرامج. فوسائل التواصلالاجتماعي تعمل بمثابة الوسيلة الرئيسة بين المواطنينالذين قد يرغبون في التأثير على السياسات وصناعالقرار وذلك من خلال التحكم في نطاق الخطابالسياسي وتنظيم تدفق المعلومات. 

ولدينا العديد من الأمثلة على قدرة وسائل التواصلالاجتماعي في تغيير قرارت اتخذها صانع القرار أو كانبصدد اتخاذها ولكن نتيجة الحراك والتفاعل عبر وسائلالتواصل الاجتماعي شاهدنا التغيير والتروي فياتخاذ أي قرار ليس من شأنه أن يكون في الصالح العاموالأمثلة كثيرة .

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!