واحة الثقافة والمعرفة

محاضرة حول مشكلات الترجمة إلى العربية في مجمع اللغة

الشاهين نيوز
 قال العضو العامل بمجمع اللغة العربية الأردني الدكتور محمد عصفور، إن الترجمة مهارة يكتسبها المترجم بالمثابرة، والثقافةِ الواسعة، والاستعدادِ الدائمِ للبحث الدؤوب، وإتقانِ لغتين على الأقلّ إتقاناً يجعله قادراً على إدراك المعاني وما يكمن خلفها من تلميحات وإحالات، ويكون مستعدّاً للتسليم بأنه ليست هنالك ترجمة نهائية.
وأكد عصفور خلال محاضرة له، اليوم الأربعاء، بعنوان “من مشكلات الترجمة إلى اللغة العربية”، نظمّها مجمع اللغة العربية الأردني، وأدارها عضو المجمع العامل الدكتور موسى الناظر، إن مُشكلات الترجمة ليست في اللغة، بل في المترجمين الذين لا يبذلون الجهد الكافي لتحسين معرفتهم باللغات، ولتدريب أنفسهم على البحث والتنقيب.
وأشار عصفور إلى المشكلات التي يقع بها المترجمون، والتي من أبرزها الولع بالمصطلحات الأجنبية رغم وجود مقابلات عربية معتمدة، والذي كثيراً ما يشي بالكسل الفكري الذي يجد أن من الأسهل استيراد المصطلح الأجنبي بدلاً من الاجتهاد بإيجاد كلمات في العربية يُغني عنها.
وذكر عصفور المترجم بأنه الوحيدُ بين الذين ينشرون الكتب والذي لا يُغفَر له أيُّ خطأ يرتكبه، سواءً في الإملاء، أو الإعراب، أو اختيار الألفاظ، أو تركيب الجمل، أو الربط بينها، حيث أنه واحدٌ والقرّاء كثيرون، وإن لم ينتبه إلى كلِّ كلمةٍ بمخطوطة كتابه فما أسرع التُّهم التي ستنهال عليه من كل جانب، والتي أشهرها العبارة الإيطالية المشهورة (تراداتوري تراديتور) أي المترجم خائن.
وميّز المحاضر بين نوعين من النصوص المترجمة: الإخبارية التي تنقل المعلومات الموضوعية ولا تخضع للآراء والأهواء وتشمل العلوم الطبيعية والوقائع اليومية، ونصوص غير إخبارية، وتشمل النصوصَ الأدبيةَ، والموروثاتِ الثقافية، والمعتقداتِ الدينيَّةَ، والمواقفَ السياسية، والعاداتَ الاجتماعية وهي سلسلة من الحقول المعرفية التي تُشكّل صعوبات للمترجمين حيث تقع فيها خياناتهم أو أخطاؤهم.
وعن دخول دراسات الترجمة في العقود الأخيرة بمجال الدراسة الأكاديمية في بعض الجامعات العربية وجامعات كثيرة أخرى في العالَم، أكّد عصفور أن الشهادات التي تمنحها هذه الجامعات لا تعني أن من يمارس الترجمة من حملة هذه الشهادات قد تأهَّل حقّاً لممارسة هذه المهن، لافتاً إلى أن كبار المترجمين في العالَم على مرِّ العصور لم يدرسوا “علم” الترجمة، بل مارسوه لأسباب متعددة.
وأدار المحاضرة عضو المجمع العامل الدكتور موسى الناظر، بحضور رئيس مجمع اللغة العربية الأردني الدكتور خالد الكركي وجمهور مهتم.
–(بترا)

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page