سياحة

ماذا تعرف عن مدينة آيلة الإسلامية

الشاهين الإخباري – جمال البشتاوي- الاعلام السياحي

بُنيت مدينة آيلة الإسلامية القديمة في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان تقريبًا في عام 650 بعد الميلاد والجدير بالذكر أنها المدينة الإسلامية الأولى التي بُنيت خارج شبه الجزيرة العربية. وكانت تخدم فلسطين المجاورة كميناء كما كان لها باب للحجاز من جهة الجنوب. كانت آيلة محطة مهمة للحجّاج المصريين في طريقهم إلى مكة المكرمة. واليوم في قلب المنطقة الشاطئية لفندق العقبة، تستطيع أن ترى ما تبقى من أسوار المدينة وبواباتها ومسجد كبير وغيرها من المباني. الموقع مميز للغاية ويشتمل على لوحات إعلامية تحمل معلومات تفصيلية عن تاريخه وأهميته. وقد برزت القيمة الاستراتيجية والاقتصادية التي تمتعت بها مدينة ايلة باعتبارها حلقة وصل بين الشام ومصر، بالإضافة إلى أهميتها الإقتصادية لكونها أحد المنافذ البارزة في تجارة البحر والملاحة فيه. كما كانت تقوم أيلة بدور نشط في حركة التجارة الشرقية ودليل ذلك ما نص عليه كتاب الأمان الذي منحه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأيلة، والذي جاء به: (( بسم الله الرّحمن الرّحيم، هذه أمنة من الله، ومحمّد النّبيّ رسول الله ليحنة بن رؤبة وأهل أيلة، سفنهم، وسيارتهم في البر والبحر لهم ذمة الله، وذمة محمّد النّبيّ، ومن كان معهم من أهل الشام وأهل اليمن، وأهل البحر، فمن أحدث منهم حدثا.. فإنّه لا يحول ماله دون نفسه، وإنّه طيب لمن أخذه من الناس، وأنّه لا يحل أن يمنعوا ماء يردونه، ولا طريقا يريدونه، من بر أو بحر» . ويتوسط موقع أيلة الآن أشجار النخيل على رمال شاطئ العقبة الحالية، فقد اكتسبت هذه المدينة أهمية كبيرة لارتباط تأريخ هذه المنطقة بمصر وفلسطين وسوريا والعراق والمحيط الهندي والصين من خلال محطات التجارة العالمية. وقام معهد الدراسات الشرقية في جامعة شيكاغو بإشراف الدكتور دونالد ويتكمب وبالتعاون مع دائرة الآثار العامة بحفريات أثرية عام 1986 – 1997، حيث دلت هذا الحفريات على تسلسل حضاري متكامل للموقع استمر منذ منتصف القرن السابع الميلادي مرورا بالفترات الأموية والعباسية والفاطمية حتى تدمير المدينة في بداية القرن الثاني عشر ميلادي. مدير مكتب الجمعيه الملكية لحماية البيئة البحرية في العقبة محمد الطواها رافق الفريق الاعلام السياحي في الجولة الميدانية لمدينة أيلة الإسلامية، والذي أوضح أهمية مشروع تعزيز المسارات الثقافية الإجتماعية والإقتصادية المستدامة في البحر الأبيض المتوسط والممول من الإتحاد الأوروبي والذي ينفذ حاليا في مدينة العقبة والذي يهدف إلى المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتعزيز ممارسات السياحة المستدامة وتعزيزها، مع التركيز على الإرث والموارد المشتركة، بالإضافة إلى زيادة التنافسية السياحية وجاذبية الوجهات الأقل شهرة. وتعمل الجمعية من خلال المشروع وبالتعاون مع مديرية آثار العقبة وسلطة العقبة الخاصة ووزارة السياحة بالإضافة إلى العديد من المؤسسات الرسمية المعنية والقطاع الخاص والمجتمع المحلي على استهداف عدد من المواقع في مدينة العقبة، والعمل على تأهيلها قدر الإمكان لزيادة المواقع التي يرغب الزائر بزيارتها او زيادة عدد أيام إقامته. واوضح الطواها إنه في عام 2018، كشفت أعمال مسح أثري عن وجود ميناء بحري على عمق أربعة أمتار، تحت سطح خليج العقبة، وتحديدا في الجزء الغربي من مدينة أيلة الإسلامية، كان يضم مرافق لصيانة وصناعة السفن، والأشرعة، والمراسي في الفترة الممتدة بين الدولتين الأموية والفاطمية. وأعلن عن اكتشاف هذا الميناء خلال مؤتمر “الإرث البحري لخليج العقبة” الذي عقد في مدينة العقبة، حيث يعتقد خبراء أنه “يحتوي على مرافق اخرى من بينها فرن خاص لإنتاج فخار مدينة ايلة الاسلامية المستخدم في نقل البضائع”. وكشفت نتائج أعمال المسح الأثري، -الذي يأتي ضمن مشروع استدامة الإرث الثقافي بمشاركة المجتمعات المحلية الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ,الذي نفذته الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية بالتعاون مع دائرة الآثار العامة في العقبة،- عن أن الميناء “كان يربط بين الطريق التجاري البري القادم من الشام والحجاز ومصر والمغرب العربي، وبين الطريق الملاحي البحري الذي يصل إلى الهند وشرق وجنوب آسيا وإفريقيا”. من جهته قال مدير آثار العقبة بالوكالة ماهر العمارين إن دائرة الآثار العامة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ستقومان على تأهيل وتطوير المدينة الاسلامية، مشيرة إلى أن المدينة ستكون بأبهى صورة لها لاستقبال الزوار والسياح من داخل وخارج العقبة، مبينة أن الموقع الحالي لا توجد عليه أي رسوم دخول ولن يكون نهائياً.

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page