أقلام حرة

خطر وحجر واستهتار

ا د نجيب ابو كركي


رغم التيه التاريخي الذي أضحى قدرا مستداما ومن رحم المعاناة في مستنقعات نظرية المؤامرة واستنادا للنتائج العملية والإحصائيات المتلاطمة بات العامة مقتنعين بخطورة الموقف الكوروني على المستوى الكوني وضرورة ممارسة الحجر الذاتي والحد من الاختلاط بين البشر وربما الحيوانات أيضا ولكن !

مالذي يفسر تهافت البعض وإصرارهم على المخاطرة والسعي نحو ممارسات تهدد بتقويض جهود نبيلة دؤوبة مضنية تهدف لإجتياز الأزمة والسير بالوطن والجميع الى بر الأمان؟

يبدو جليا أن الظاهرة مجتمعية نفسية معقدة. ببطء وثبات تنغرس في النفوس المهزوزة الضعيفة والقابعة تحت وطأة المشاكل والاختلالات الاجتماعية والمعضلات الاقتصادية من جهة واختلال شتى التوازنات التقليدية الطبيعية من جهة أخرى سلوكيات يتمخض عنها ميل واضح نحو السوداوية والمناكفة المجتمعية والمجاكرة الحادة. ميل يلعب كمحرك خفي للسلوكيات التي نشهدها يفاقم ذلك غياب اية إرادة رسمية اولا ومن ثم مجتمعية للردع الصحي كعلاج واق من التمادي في جلد الوطن والإنجاز وعليه فلم يعد هدف الحوار الراقي الإقناع والاقتناع وإنما أصبح للبعض فرصة ووسيلة لفش الغل واذكاء الاستقطاب.

في اللاوعي لمعظم تلك الفئات الهشة ميل للبحث عما يناقض اية فكرة تصدفهم أو يقحمون أنفسهم بنقاشها عبر المنصات المفتوحة وتعرض للبحث عليهم أو اي نهج إصلاحي يستشفونه. أصبح لديهم هدف وحيد يجمعهم:-

إفراغ أية فكرة ايجابية من محتواهما بكل الوسائل. التوجيهات والارشادات رغم أنها للصالح العام هي افكار يصبح هدف الكثيرين من تلك الفئات الهشة الاستبسال في سبيل إسقاطها وتفشيلها من خلال الصخب والضجيج بمعارضتها آليا وانتهاج السلوك العكسي المنافس والمناقض للمنطق و الذي نلاحظه رغم نتائجه الوخيمة على الجميع في المجتمع.

هذه دعوة للعودة الى تحكيم العقل والمنطق ووزن الامور بقبان الحق والكف عن التصرف المجاني المناكف دليل الخواء ومؤشر الاندثار والإنطواء.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!