أخبار الاردن

“الصحة العالمية”: حالة انتحار كل 40 ثانية

الشاهين نيوز
أوصى المشاركون في ختام أعمال المؤتمر الثامن عشر لمؤسسة آل البيت، اليوم الأربعاء، وبحضور سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، رئيس مجلس أمناء مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، بضرورة البحث العلمي الدائم في السنن التي أودعها الله عز وجل في هذا الكون.
وأكدوا ضرورة توجيه البحث في السنن بما يهدف لعلاج الأمراض التي تعاني منها الأُمة، لكي نعيش الحاضر بمنهجٍ سليم، ونتطلع إلى مستقبل ناجح حافل بالتقدم والازدهار، مشيرين إلى أهمية توجيه البحث في السنن في تربية الأجيال القادمة على الهداية القرآنية بمكوناتها الكاملة الذي تحتل فيه السنن الإلهية مكاناً بارزاً تنفتح به الآفاق وتستنير به العقول.
وأكد المشاركون، ضرورة تضمينِ نماذج من السنَن الإلهِية للمَناهِج الدراسية لطلبة المدارس ومواد الثقافة الإسلاميّة لطلبة الجامعات، وتوجيه أنظارهم لارتباطها بحياة المجتمع وسلامته، وحث الناشئة والشباب نحو تدبر الكتاب والسنة واستخراج السنن الإلهية منها.
وطالبوا من مؤسسة آل البيت الملكية، وعبر أذرعها وأقسامها ومشارِيعها العلمية والفكرية، إيجاد وحدة بحثية مختصة بدراسة السنن الإلهية، تتولى وضع الإطار النظري والمحددات للبحث فيها، وتستجلي بعض ما يدرك من سماتها، ومظاهرها، وتجلياتها في عالمِ الخلق، وتُؤشِّر فيها على دلائل الوحدانية للخالق الفرد الواحد؛ سُبحانه، وتأخذُ على عاتقها نشر الدراسات العلمية الرصينة المتصلة بهذا الجانب.
وثمن العلماء المشاركون في المؤتمر جهود جلالة الملك عبد الله الثَّاني في دعم العلماء، معبرين عن أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان والاعتزاز بمواقفه الإسلامية المشهودة، وعلى رعايته الدائمة والموصولة للمؤَسسة وأكاديميتها، وتفَضله برِعاية دورتها الثامنة عشرة هذه، وعلى العناية الكريمة وحسن الضيافة التي وجدوها في هذا البلد الطيب المبارك.
وخلال أعمال المؤتمرقدم العلماء المشاركون 24 بحثا، شملت موضوعاتها: التعريف بمفهوم السنن الإلهية في اللغة والاصطلاح، وبيان مدى مساهمة العلماء الأوائل بمناقشة موضوع السنن، وتتبع ملامح الوعي الإنساني عموماً تجاه السنن الإلهية في هذا الكون الواسع.
ونقدوا آراء الفلاسفة والفيزيائيين الغربيين ممن بحثوا في مسألة الخلق والكون وأسموها: “الأسئلة الكبرى” استناداً إلى النظريات المادية البحتة والعلم التجريبي والفلسفي. وقاربوا بين بعض النتائج العلمية التي توَصلوا إليها مع السنن الواردة في القرآن الكرِيم والسنة النبوية الشريفَة.
واستعرض العلماء ارتباط السنن الإلهية بسيرورة الحياة البشرية وحركة المجتمعات، لافتين إلى تميز الدين الإسلامي ودوره الكبير في تنظيم الواقع الإنساني انسجاما واتساقا مع سنن الله سبحانه في خلق الكون وخلق الإنسان. ونوه العلماء المشارِكون بأهمية موالاة البحث في مسائل السنن انطلاقاً من الدعوة الإلهِية للتفكر والتدبر وإعمال العقل، ومحاولة التأسيس لعلم السنن الإلهية، والتمسوا من مؤسسة آل البيت الملكية بما لها من منزلة مقدرة ومكانة رفيعة أن تتولى إيجاد النواة لذلك، وأن تقيم برنامجاً أكاديمياً وبحثياَّ يختص بعلم السنن الإلهِية ومكانته من كون القرآن الكريم كتاب هداية، وتوعية النَّاس -على اختلاف طبقاتهم- بسنن اللهِ تعالَى، ليتعلقوا بخالقهم، ويحققوا السعادة في حياتهم.
وكان قد افتتح، مندوباً عن جلالة الملك عبدالله الثاني، سموالأمير غازي بن محمد، المؤتمر الذي عقد تحت عنوان “سنن الله في خلقه”، وتواصلت أعماله على مدى ثلاثة أيام.
وشارك في المؤتمر نحو 70 عالماً من أعضاء أكاديمية آل البيت الملكية، يمثلون مؤسسات إسلامية من جميع المذاهب والمدارس والاتجاهات الفكرية الإسلامية من 30 دولة عربية وأجنبية.
ويعقد المؤتمر العام للمؤسسة بشكل دوري مرة كل ثلاثة أعوام، ليأتي انعقاده هذا العام واختيار موضوعه في إطار السعي الدائم لمؤسسة آل البيت لتوضيح دور الإسلام في تنظيم الواقع الإنساني وانسجاماً مع سنن الله سبحانه في خلق الكون والإنسان.
–(بترا)

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!