أقلام حرة

من يصنع الرأي العام في وطني؟


حمزة دعنا
هل خطر ببال أحدنا يوماً أن يطرح سؤالاً على نفسه من يصنع الرأي العام في الاردن؟ وكيف تنجح قضية معينة في الوصول إلى طاولة صناع القرار؟.

قبل ذلك علينا تعريف الرأي العام، العالم الأميركي فلويد البرت-المتخصص في الإعلام- عرّف الرأي العام بأّنه تعبير عدد كبير من الأفراد عن آرائهم حول موقف معين، تأييدًا أو معارضةً، بحيث يكون عدد المؤيدين أو المعارضين كافياً لممارسة التأثير على موضوع أو سياسة معينة، سواء كان التأثير مباشراً أو غير مباشر، وسواء كان تعبيرهم بمبادرةٍ منهم أو بناءً على استفتاءٍ يقدَّم لهم، فمن يصنع الرأي العام في الاردن؟، ومن يوجهه؟، وكيف تتم صناعته؟، وهل توجد فعلا صناعة للرأي العام لدينا؟، وهل هنالك جهات معينة تسعى لتشكيل وتوجيه الرأي العام نحو قضية ما؟.

قبل أكثر من عقدين من الزمن، جميعنا يعلم تماما من يصنع القضايا لتشغل الرأي العام الاردني، سواء أكان الهدف منها لاجندات عامة او خاصة، لكن اليوم يجب دوس المكابح بأقصى ما يمكن للتنبه إلى حجم التغيير الذي أصاب المجال العام، لان هنالك لاعبين جدد دخلوا ملعب توجيه الرأي العام من خلال عدة أدوات، وهنالك قوى مؤثرة تساهم بعدة طرق وأشكال في إبراز قضايا معينة واخذها الى مسارات محددة لتصبح قضية رأي عام لإجبار جميع المجالس الاردنية التحدث بها.

من الضروري معرفة ان صناعة الرأي العام لم تعد حكرا على جهات معنية، لان كل شخص قادر على صناعة حدث ما طالما وسائل التكنولوجية الحديثة متوفرة لديه،  لذلك لم يصبح الشخص ينتظر شفقة أحد، أو انتظار صحيفة أو قناة لنشر منشادته او قضيته لديهم، ما على الشخص سوى كتابة ٢٠٠ كلمة  وتحميل مادته المصورة على حسابه ونشرها على المجموعات الإعلامية لتصبح قضيته كالهشيم بالنار على وسائل التواصل الاجتماعي.

في المجتمعات المتحضرة التي تتشبع بها العدالة والمساواة، تعد  وسائل الإعلام اللاحكومية العنصر الأساسي في تشكيل الرأي العام، لكن شريطة توفر إمكانية الوصول إلى المعلومات حتى وان كانت من خلال قانون حق الحصول على المعلومة، لكن ان وصلنا لهذه المرحلة، بلحظة يتم سحب القضية من الفضاء العام، بحجة منع النشر أو المقاضاة بقانون الجرائم الإلكترونية و-الشواهد تشهد-، وكأن هنالك قرارا بوقف النقاش دون النقاش حول السبب.

هنالك الكثير من القضايا التي لم يتمكن الاعلام بكافة وسائله من متابعتها، خصوصاً بعد تحول النخب السياسية الى وضع الصامت فجأة، (بعد أن كان صوتهم يهدر على وسائل الاعلام) ، لعدم قدرتهم على التفسير والتحليل في الوقت الحالي، وأكاد أجزم ان صحفيا واحدا لم يصطدم بمسؤول لامتناعه عن التصريح.

الأصابع الخمسة التي توجه الرأي العام الاردني،اولا: النخب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وهم أصحاب التأثير في السلطة والمؤسسات التنفيذية والتشريعية، ثانيا: النظام السياسي الذي يحسم نهاية كل قضية بعد ان أصبحت قضية رأي عام، ثالثاً: وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، رابعاً: مؤسسات المجتمع المدني، والأحزاب والنقابات، خامساً:  وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تويتر، وفيس بوك ويوتيوب والواتساب وغيرها.

ويبقى السؤال
من يصنع الرأي العام في الأردن؟

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!