قبل أن تمنع…. أوجد البديل
نظيرة السيد
تحاول هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في الاونةالاخيرة منع بعض الألعاب التي يمارسها الشباب عامة والأطفال بشكل خاص والتي تقول انها تؤثر على عقولهم وسلوكياتهم في المجتمع، السؤال الذي يبرز هنا، وقبل المنع هل فكرت الحكومة بايجاد البديل؟ وهل هي على علم كيف اصبح حلول العطلة مشكلة بالنسبة لكثير من الأسر، لان وجود الابناء في المنازل دون ان يعرفوا كيف يقضون اوقاتهم يعتبر هما كبيرا، ليس على الابناء فقط بل على اولياء الامور خاصة الام التي تعاني كثيرا من تذمر الاولاد نتيجة الملل والجلوس لساعات طويلة امام جهاز التلفزيون لمشاهدة برامج غالبا ما تكون خارج اهتماماتهم،أو استخدام الهواتف واجهزة الحاسوب في اتصالات وألعاب مدمرة تؤثر على نفسياتهم ومستقبلهم . نحن نعرف ان اشغال وقت الابناء في العطلة ليس بالامر السهل على اولياء الامور، لان مجرد الانتساب لاي ناد يتطلب نفقات باهظة ليس بمقدور اصحاب الدخل المحدود توفيرها، والنوادي المجانية قليلة وتقتصر على بعض المناطق ولا تفي بالغرض المطلوب.
لذلك من الطبيعي ان يضجر الاباء من الابناء وان يلجأ الابناء في بعض الاحيان الى الشارع الذي هو ملاذهم الوحيد لقتل الوقت والبعد عن حياة التوتر والمشاكل اليومية هذا غالبا ما يعرضهم لمواقف كثيرة ويجعلهم يختلطون بشرائح غريبة في المجتمع والتي اعتادت على هذا الاسلوب من العيش واصبح الشارع بالنسبة لهم امرا عاديا يقضون فيه معظم اوقاتهم، بعيدا عن المشاكل والصراعات مع أولياء الأمور، ونتيجة لذلك تتفاقم الأمور وتخلق من هؤلاء منحرفين خارجين على القانون .
يخبئون وراءهم الكثير من القصص التي تستهلك طفولتهم وتدفعهم الى الشارع دفعا”، ومراكز الرعاية الاجتماعية في وزارة التنمية مليئة بنماذج من هؤلاء الاطفال الذين كانت الظروف سببا لتعلم عادات واساليب لا تناسب اعمارهم ولا ادراكهم العقلي واصبحوا يقلدون ما يرون دون ان يجدوا من يوجههم او يخفف همومهم ومعاناتهم ودون ان نحقق لهم ولو ابسط الحقوق ونوفر لهم اماكن ترفيهية وتثقيفية وان لا نضع العقبات المادية في طريقهم وندفعهم الى تصرفات غريبة لنعود وننتقدهم عليها فاين مراكز التوعية الاجتماعية ورعاية الاطفال وقوانين حماية الطفل؟ واين كل هذا من معاناة اطفالنا، ولماذا لا تقوم هذه المراكز بالدور الذي وجدت من اجله وهو اعطاء الطفل ابسط الحقوق بان يعيش طفولة بريئة آمنة ويتمتع بحياته دون ان يصل الى حد الانحراف.
بعض الاندية الرياضية تعاني من ضائقة مالية وبأمكانها التغلب عليها من خلال توفير انشطة رياضية شبابية للطلبة بالتنسيق مع وزارة التربية ووزارة الشباب بمبالغ معتدلة تتناسب مع الدخل المتواضع لبعض الاسر لان مجرد الانتساب لاي ناد اوالاشتراك في مسبح او اي نشاط يكلف الاهل مبالغ باهضة وتحديدا في المدن الرياضية التي لا يستطيع ارتيادها الا اصحاب الدخل المرتفع او من معه واسطة لان الاشتراك بها من سابع المستحيلات لشخص عادي ,ممايعني ان الاطفال والطلبة لن يجدوا من يهتم بهم وسيبقون يعانون ينتظرون ان يلتفت لهم المسؤلون وهذا لن يحدث لان القائمين على رعاية الشباب والاطفال بواد اخر ولديهم من يهتمون بهم على حساب ملايين من الاطفال الأردنيين، من هنا نقول ان على الحكومة قبل أن تمارس القمع والمنع ان توجد البديل وتحاول الحد من جشع وطمع أصحاب المراكز الشبابية والرياضة، حتى يتسنى للشباب والأطفال ممارسة هوياتهم ورياضتهم المفضله دون تكبيد الاهل اعباء غير قادرين على تحملها