أقلام حرة

فضائل العرب..

عبدالله شاهين

كلما تأملتُ بأحوال شباب الغرب اليوم الذي افسدته وفرةُ الحياة.. حتى باتَ احدهم لا يعرف كيف يطرق مسماراُ بجدار.. رحتُ أترحّم على الشاب العربي الذي تجده نجاراً وكهربائيا وبليطا وموسرجيا ومثقفا وخلّاع قفولات.. بالفطرة وبحكم الضرورات.

أما “التخريبات” التي يُحدثها العاملُ العربي فلا تتصل بقلة الفهم والدراية قدر ما تتصل بطبيعة المنتج الغربي “المعقد” الذي يستهدف المزيد من الإتكال والبلادة.. أذكر هنا على سبيل المثال أن إحدى المختبرات الحكومية في الاردن إشترت ذات يوم (حنفية اتوماتيكية) تعمل بنظام الإستشعار عن بعد، واخذوا يبحثون عن شخص في الأرجاء لتركيبها.. جابو عوّاد سايق الأمبلنص، وقالو له إلك على تركيب الحنفيات وتوخذلك عشر ليرات..؟ قال “ذيبكم”.. أسبوع وهو يركّب فيها ويقيم من هون ويحط هون.. وكل قطعة مالهاش لازمة يرميها بالزبالة بعد أن يستخير.. أخيراً ركبت الحنفية لكنها اصبحت تصب الماء دون توقف حتى يقترب منها أحدٌ فتتوقف من تلقاء نفسها.. شو هاظ يا عوّاد؟! فقال لهم بنبرة فيها الكثير من الثقة والجِدّة.. الحنفية عال العال بس “بدها جلدة”..

بإختصار وقبل نحو 20 عام، كنت اعمل صحفيا في جريدة الفجر الإماراتية، حين تم دعوتنا لتغطية حدث دعائي “مهم” إذ تعاقدت إحدى الجهات مع المتسلق العالمي الشهير “ألين روبر_ سبايدرمان” ليقوم بتسلق برج بنك ابوظبي الوطني مقابل مبلغٍ من المال.. وأثناء تمحُّلِهِ البطيء والجمهور يراقب سكناته وحركاته، وإستخراجه للبودره كل دقيقة من جعبته، الى ان بلغ السطح في غضون عشر دقائق وراح يلوح للناس والناس تهتف.. همس بأذني شابٌ سوريّ من مدينة درعا قائلا.. أي والله عنا حرامي بالقرية أسمه “نصيّف” بصعد هالبرج بخمس دقائق وبينزل وهو يحمل على كتفه غسّالة أو مُكيّف..).

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page